سؤال یتبادرُ إلى الأذهان : لماذا لم یعترف القوم بحقِّ الزهراء ( علیها السلام )؟ وهی بنت نبیِّهم ( صلى الله علیه وآله ) ، ولماذا هذا التنکیل والتوهین لها ؟
وما قِیمة فَدَکٍ أمام ما یملکه الخلیفة من سیطرةٍ ، ومال ؟ وغیرها أسئلة کثیرة .
والجواب : لم تکن فَدَک هی المقصودة ، ولم یکن الإرث المادِّی هو المَعْنی بذلک ، وإنَّما کان القوم یرمون إلى أبعد وأبعد من ذلک .
فإن اعترفوا الیوم بِفَدَک للزهراء ، وأن الزهراء ( علیها السلام ) معصومة ، وأنَّ قولها حُجَّة ، فلا یمکن أن تنطقَ أو تعمل بما لا یرضی الله تعالى ، فسوف تأتیهم غداً مطالِبَة بِحقِّ بن عمِّها الإمام علی ( علیه السلام ) ، ناصبةً الدلیل الإلهی على مکانته ، ذاکرةً الآیات القرآنیة الکریمة ، والأحادیث النبویَّة الشریفة ، الدالَّة على منزلته ، فما یکون موقفهم حینذاک ؟ .
وکیف یُنفِّذون مَقولتهم عن النبی ( صلى الله علیه وآله ) : ( لا تَجْتَمعُ النبوَّة والخِلافَة فی بَنِی هَاشِم ) .
وعندئذٍ ستذهب کل أفعالهم وخُطَطِهم أدراج الریاح ، فلا یبقى معنىً للسقیفة ، ولا یَبقى سَبَب للهجوم على الدار ، وکَسر ضلع الزهراء ( علیها السلام ) ، وإسقاط محسن ( علیه السلام ) ، ولا یستطیع من یدافع عنهم من إیجاد الوسائل والتبریرات لذلک .